الجمعة، 21 أكتوبر 2011

الصورة ..ولا شيء غير الصورة

كانت الصورة صادمة على قناة"العربية www.alarabia.net"وقناة"الجزيرة "www.aljazeera.netتناثر صوت المذيعين والمذيعات ....لا مكان للتعليقات ....ضيوف الاستديو يتعاقبون ..يعلقون ..يتساءلون ...أصواتهم مشرعة على ألف تردد وتردد ....ولكن الذي يظل عالقا بالأذهان هو صورة القذافي وهو مدرج في دمائه  ..تسعة أشهر من القتال غيرت طباع التسامح والتأني والحكمة في التصرف ..ماحدث يعتبر في عرف القوانين الدولية جريمة حرب ..وما قام به القذافي في حق شعبه هو أيضا جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي..لقد ضاع هامش من التروي وضبط النفس..إنها الفوضى التي حذر منها مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي... والذي سبق أن هدد في مؤتمر صحفي بأنه سيقدم استقالته إذا تبين له أن الثوار قد قاموا بتصرف لا يتلاءم مع حقوق الإنسان والمواثيق الدولية .فهل غياب مصطفى عبد الجليل عن الحدث بالتعليق والتعقيب على مقتل القذافي علامة على رفضه للطريقة التي تم من خلالها معاملة القذافي بتنفيذ حكم الإعدام فيه قبل تقديمه للعدالة..وبالتالي الاستعداد لإعلانه الاستقالة من المجلس احتجاجا على الحدث خصوصا أنه رجل قانون..إن ما قدمته الصورة يدفعنا إلى التساؤل عن مستقبل  ليبيا بعد القذافي ..هل ستتعايش مختلف مكونات المجتمع الليبي مع بعضها البعض من أجل بناء ليبيا،أم أن المصالح ستتضارب والاتجاهات السياسية ستتنازع المواقع بالعنف وقبضة السلاح بدل الفكر والبرامج الانتخابية... وقبل كل هذا هل سيكتب لليبيا أن تكتب دستورها الجديد من أجل بناء أسس دولة حديثة بمؤسسات وازنة تجعل نصب اهماماتها الإنسان والأرض..

ليست هناك تعليقات: