الجمعة، 25 نوفمبر 2011

الإنسان والبيئة فيVoyage d'études au Maroc


                 الإنسان والبيئة
                        في                  
"Voyage d’études au Maroc
                    -1920- ‘’

نعترف بدءا، أن الصدفة لعبت دورا كبيرا في العثور على هذه الرحلة غير المنشورة .والتي صدرت سنة 1921عن حوليات شركة متخصصة في علم النباتات بليون(Lyon).وتحتفظ مكتبة جامعة Toronto بنسخة فريدة منها عليها توقيع Jean Gatte fossé الذي قام بسرد أحداث هذه الرحلة التي كانت رحلة جماعية ؛حيث كان مجموع المشتركين فيها يتكون من أربعة إلى خمسة أشخاص من المتخصصين في علم النباتات (des botanistes) بالشركة المذكورة آنفا، وهي شركة تديرها عائلة jean Gatte fossé .
  
     نسعى في هذا اللقاء إلى تقديم أطروحتين هما محور هذه المداخلة وهدفها.

    أما الأطروحة الأولى فهي كشف وجه آخر نادر للرحلة الأوروبية إلى المغرب ، من خلال التعرف على مكونات رحلة دراسية /علمية ، هدفها اكتشاف لأول مرة النباتات العطرية بالمغرب ، وأخذ عينات قابلة للتصنيع من أجل الحصول على مواد أولية لصناعة عطور جديدة لفائدة" الشركة الفرنسية للمنتجات العطرية"(société française de produits aromatiques –ancien établissement  Gatte fossé)
   وهذا الهدف أشار إليه jean Gatte fossé سارد هذه الرحلة في الصفحة الثالثة قائلا :
‘’ Le but du voyage étant la recherche et l’étude de toute plante susceptible d’un usage industriel pour l’obtention de matières premières pour la       parfumerie’’(1)                                                                              
  يشير زمن الرحلة إلى سنة 1920 ، وهي سنة تؤشر على بعد زمني آخر بالنسبة للمغرب ، يتموضع ما بين 1912 تاريخ إعلان الحماية ، وما بعد إعلان الحماية بثمانية أعوام .
  إذن نحن أمام رحلة أنجزت إبان الفترة الاستعمارية ، وهي فترة لها مؤشراتها الدلالية على الإنسان والبيئة ؛ أي ارتباط هذه الرحلة –ككل الرحلات –بالجغرافية وبالتاريخ وبالإنسان ،كما سيأتي ذكر ذلك لاحقا .
   أما الأطروحة الثانية فتنقسم إلى شقين، أما الأول فيهم "التسمية" أي تسمية مجال الاشتغال بالرحلة بأدب الرحلة " حيث نسجل تحفظنا على هكذا تسمية‘ داعين إلى جعل مناسبة انعقاد هذه الندوة دافعا إلى مناقشة الأمر والبحث عن اسم بديل.
  أما الشق الثاني فيهم مصير كتب الرحلات وإمكانية إدخالها عالم الرقمنة ، وعالم النصوص المترابطة أو الهايبر طيكست hypertexte.

1-         خط الرحلة: الذهاب والعودة ثم الرجوع

جل الرحلات أو أغلبها –حسب قراءاتنا- كان لها خطان : خط ذهاب من-إلى= مكان محدد/ معروف، إلى آخر غير معروف ..ثم العودة بعد انتهاء الرحلة إلى البلد الأصلي، وقد يسلك صاحب/ أصحاب الرحلة نفس الطريق من أجل العودة ، وقد يكون الطريق مختلفا.
في هذه الرحلة الدراسية، كان خط الرحلة ثلاثيا وليس ثنائيا، بمعنى أن jean Gatte fossé ورفاقه جاءوا في رحلة محددة زمنيا سلفا أي البقاء في المغرب 90 يوما ‘ يتم خلالها تجميع واستنبات بعض الأعشاب ‘ وإرسال أخرى لفرنسا لمزيد من التجارب عليها؛ ثم العودة إلى فرنسا.لكن jean Gatte fossé يقرر العودة إلى المغرب ثم الاستقرار به نهائيا ابتداء من سنة 1930 إلى أن توفي بالدار البيضاء إثر أزمة قلبية سنة 1960عن سن ناهز 70 سنة   .
    وبالرجوع إلى خط الرحلة في جانبه المتعلق بالذهاب إلى المغرب يشير jean Gatte fossé إلى أن الأرباح الكبيرة التي جنتها شركته هي التي ساعدته ورفاقه على الذهاب إلى المغرب لإنجاز دراسة علمية هي الأولى من نوعها ‘حيث كان الغطاء النباتي بالمغرب غير معروف ؛عكس نظيره الجزائري.وهو الأمر الذي يراه يزيد من مصاعب الرحلة ، خصوصا أنه لا يوجد أي مؤلف علمي اهتم بهذه المسألة ‘ ويكون دليلا مرشدا في عملية البحث عن النباتات العطرية القابلة للتحويل الصناعي إلى عطور ..موضحا في ذات الآن بأن أغلب النباتات العطرية بالمغرب تستكشف لأول مرة ولم يسبق التعرف عليها سلفا.
   ويحدد jean Gatte fossé بأن وسيلة الرحلة داخل المغرب بواسطة السيارة ساهم بشكل كبير في سرعة التنقل ‘مشيرا إلى أن الدخول إلى المغرب كان بحرا عبر بوابة طنجة ..وكانت الرحلة محفوفة بالمخاطر نظرا لدخول ثلاث سفن في حالة احتكاك فيما بينها  حيث كاد هذا الحادث أن يؤدي إلى نتائج خطيرة.
وعلى امتداد هذه الرحلة المكونة من 86 صفحة ، منها 37 صفحة عبارة عن حكي لأحداث الرحلة ومسارها، و 49 صفحة هي عبارة عن صور لمناطق مختلفة من المغرب تظهر الغطاء النباتي الذي تم تحديد وتعريف مكوناته من طرف فريق البحث .
كان jean Gatte fossé دقيقا في وصفه لمختلف مسارات الرحلة؛ إذ لم يكتف بالرصد العلمي للنباتات العطرية من حيث تعريفها ووضع أسماء لها ،ثم تصنيفها واستنباتها وحصرها في   724  نوعا جديدا تنتمي إلى 83 عائلة نباتية ؛ بل زاوج بين هذا الرصد البيئي وبين وصف المجال الجغرافي وتموضع الإنسان فيه فاعلا ومؤثرا بشكل مباشر، من خلال ممارسة المغاربة لعلاج بعض الأمراض عن طريق الأعشاب الطبية(1). كما ارتبطت صورة المرأة في هذه الرحلة العلمية بهذه البنية التي تستلهم منها الألوان والرسومات لتصنع من خلالها زرابي تسر الناظرين حيث يقول jean GF   :
«toutesces  formations unicolores mais d’étendues si diverses s’enchevêtrent en arabesques


Compliquées ce qui fait dire aux indigènes avec juste raison peut être que les femmes viennent s’inspirer de ce tableau pour teindre leurs laines et dessiner leurs tapis si appréciés pour leur colories et la fantaisie harmonieuse de leurs dessins   »(2)
       ولم يكن الانبهار بهذا الغطاء النباتي الغني والمترامي الأطراف الذي تعرفه مختلف المناطق المغربية جبالا وسهولا وصحارى ، حصرا ووقفا على ما تصفه هذه الرحلة ؛ بل وقفنا على رحلات عديدة ذات أهداف مغايرة: كالرحلات السفارية مثلا ، التي لم يستطع أصحابها – وهم يتنقلون من منطقة إلى أخرى – حجب إعجابهم بما يتراءى أمامهم من تنوع مبهر في الألوان لهذا الغطاء النباتي، نذكر على سبيل المثال:
Pierre Loti(3) – le Marquis de Segonzac(4)-Etienne Richet(5)
1-1           مراحل الرحلة: الجهات والمناطق
شملت الرحلة 21 منطقة وجهة بدءا من الشمال في اتجاه الجنوب ، ثم الرجوع إلى الشمال في اتجاه المغرب الشرقي ، حيث كانت وجدة هي نهاية الرحلة إلى المغرب ثم التوجه إلى تلمسان فوهران ثم الجزائر العاصمة ، ومن تم العودة إلى فرنسا. ويمكن عرض هذه المناطق والجهات كالتالي :

-Région de Tanger et cap spartel
-Dunes littorales de Larache
-Rive de loukous .Foret  de Larache
-Plaine du Gharb
-souk el araba
-Forêt de la mamora
-Kenitra
-Région de Rabat
-Dunes de salé
-Bouznika
-Chaouia littorale et centrale
-Haouz de marrakech.Djebilets .coudiat el Abid
-Grand atlas.Goundafa
-Plaine des sraghna.Djebel Smaha
-Plateau de ntifa ..Massif de tanant.Demnat
-Mogador. Il de Mogador
-Mama-chiadma-capSim-foretd’argangorges de de dricht
-oued yquem
-Moyen Atlas –Ito –Azro-foret de cedres –Timahdit
-fes sais
-Taza-col de touamar
-Maroc oriental
1-2 البيئة والإنسان في:
   Voyage d’études au Maroc-1920-
 
نتبين من خلال مسرد الجهات والمناطق السالف الذكر، شساعة المجال الجغرافي الذي تم إخضاعه للدراسة والبحث ، وكذا أهمية التوصل إلى نباتات عطرية جديدة خاصة بالمغرب ، والتي لا يمكن العثور عليها في أي بلد آخر ؛ الأمر الذي دفع بjean Gatte fossé ورفاقه في الرحلة إلى تأسيس "شركة للخلاصات النباتية الإفريقية" في نفس السنة أي سنة  1920 في كل من الجنوب الغربي لمراكش ‘ وأزرو بالأطلس المتوسط وبطنجة . وهي شركة ضمت أهم محلات العطور بفرنسا خصوصا الشركة العالمية للمواد العطرية.
  وتنبغي الإشارة إلى أن هذا المسح البيئي الذي يكاد يكون شاملا لم تسلم منه المقابر والمواقع الأثرية ، والأنهار والوديان ، كما هو الحال على سبيل المثال لا الحصر بأطلال شالة ومقابر المرينيين بها ، وكذلك ضفاف نهر أبي رقراق ؛ حيث يتم ربط نباتات معينة بالمكان والمجال الذي تنتمي إليه .فأطلال شالة مثلا تحتضن نباتات من قبيل:
*Arisarums simorrhinom
و
Anarrhinum pedatom *
و
Ornithogalum arbico*
وبضفاف أبي رقراق نجد مثلا نباتات من قبيل:
*Salicornia fruticosa
و
*Limoniastrum monopetalum
فالسارد يمزج التاريخي بالعلمي في تقديم أوصافه للبيئة المدروسة . بل إنه يتنبأ بالمصير البيئي المستقبلي لبعض الجهات كسهول الشاوية الذي رآها jGF واعدة بمستقبل فلاحي كبير على مستوى أنواع الحبوب ومختلف الاستغلالات الفلاحية الممكنة ؛ ولكنها منطقة –حسب قوله- لن تجد اهتماما من قبل السياح ، عكس مراكش ونواحيها التي قال عنها بأنها مستعدة لاستقبال أعداد مهمة من السياح.
  إن التنقل عبر الجهات والمناطق المختلفة بحثا عن النباتات العطرية ، لم يكن ليتم بنجاح ، وفي المدة المحددة للرحلة العلمية(90يوما)، لولا تدخل عناصر بشرية من الإدارة الاستعمارية بتعاون مع بعض القبائل لحماية أصحاب الرحلة من أي هجوم ، حيث كانت كلمة أو عبارة " نصراني" وما يترتب عنها ، أو يأتي منها تثير غضب الساكنة .فالتنقل عبر البيئة المغربية هو أيضا –وبدرجة أولى- احتكاك بالإنسان ابن هذه البيئة.فظهور " السيارة" التي ينتقل عبرها jGF ورفاقه أثارت حفيظة سكان الأطلس الكبير، معتبرين إياها صناعة نصرانية، وبالتالي فهي صناعة شيطانية، يقول jGF :
« c’était notre premier contact avec la population berbère « chleuh », nous arrivâmes jusqu’à Amizmiz en fiacre ; malgré une piste très difficile , or c’était la première fois qu’un pareil véhicule s’engageait dans cette région ;et les « chleuhs » prenait la fuite sous les oliveraies .Il est assez curieux de constater que l’automobile qui avait déjà atteint Amismiz plusieurs fois considéré comme une invention purement «  nasrani » c’est-à-dire (équivalent de diabolique) avait beaucoup moins impressionné ces gens  que la nouvelle utilisation de leur grand ami ,le cheval » (6)
وبالإضافة إلى ذلك ،يمكن ذكر بعض المعيقات التي كانت تحول بين الفريق وإتمام عملية البحث   ،مثل حادث مقتل الضابط سيزار وكتيبته بنواحي تازة ، من قبل المقاومة الريفية ؛ الأمر الذي دفع حاكم المنطقة إلى اتخاذ إجراءات احترازية ومنها منع الفريق من التواجد بهذه المنطقة لجني النباتات.
    ويكشف التمازج   والتفاعل بين البيئة والإنسان ، عن تبادل المعارف  والخبرات بين السكان المحليين وفريق البحث ، حيث أشار JGF  في ص 17 إلى اللقاء الذي جمع بين " شلوح مراكش "( هكذا يسميهم) وبين فريق  JGF حيث أشار هذا الأخير إلى أن سكان المنطقة يضعون أسماء للنباتات  ويحددون منافعها الطبية .ويضيف بأن خليفة المنطقة استدعى خيرة المتخصصين المغاربة في النباتات وأعطوا للفريق درسا مهما في التداوي بالأعشاب ، الذي ورثوه منذ قرون .كما عرض الفريق في مقابل ذلك خبرته العلمية الحديثة في علم النباتات.
  وقد تمكنت هذه الرحلة العلمية من الوقوف على بعض النباتات الناذرة التي تستعمل في الطب البيطري مثل L’euphorbia resinifera Berg
التي تنتج مادة «  la gomme forbiou »
هذه الأخيرة تم اكتشاف مزايا أخرى لها حيث استعملت في القضاء على الصدأ (anti- rouille)؛حيث استعملها الأمريكيون في مصانعهم الحربية .وقبل الحرب العالمية الأولى-يقولJGF-كان الألمان يستغلونها في تنانت لاستخراج مادة مطاطية.. مع الإشارة إلى أن كل النباتات التي تم اكتشافها في المغرب أخذت عينات منها من أجل استنباتها بفرنسا.
  ويحضر الإنسان في هذه البيئة أيضا من خلال إقامة ما يسمى ب" الضيفة" لفريق الرحلة من قبل القايد الفاطمي اليعقوبي حيث وصف JGFالكرم الذي أحيط به الفريق وأنواع المأكولات وشدة تنوعها ؛ حيث أفرد في هامش ص 20 حيزا بأسماء المأكولات وطريقة طبخها .لكن JGFتضايق من شدة  الإلحاح من قبل المضيفين في البقاء فترة أطول بضيافتهم، وعدم احترامهم للوقت وأهميته ، وعدم تفهمهم بأن يكون الرحالة على عجلة من أمرهم ، وبأن لهم هدفا محددا:
 « il serait bien difficile d’éviter l’hospitalité indigène, mais il faut convenir qu’elle devient vite fatigante car les arabes n’ont aucune notion du temps et ne peuvent admettre que les voyageurs soient pressés , se soient fixés un but .Il est toujours très difficile d’obtenir poliment l’autorisation de s’en aller » (7)

2-         معجم الرحلة :
تتقاطع في هذه الرحلة عدة معاجم ساهمت في تشكيل بنية النص وتنوعه وكذا انفتاحه على أكثر من مجال : ثقافي –جغرافي – سياسي – بيئي – علمي..
2-1 معجم الكلمات العربية والعامية:
 إن هذه المداخلة لن تسعفنا في عرض كافة الكلمات المكونة لهذا المعجم بشكل مفصل، لذا سنكتفي بعرض بعض الأمثلة.
- شلوح      chleuhs
- الضيفة    Diffa
- نصراني  nasrani
-عربة    araba
- بلاد     bled
- ترس    tirs
2-2 معجم الأمكنة والأضرحة:
-لالة ميمونة   lalla mimouna
- مقابر المرينيين   tombeau mérinides
- سيدي كنون      sidi kenoun
-سيدي عبد الرحمان  sidi abd Rahman
-سيدي حرازم    sidi harazem
-مولاي إدريس     Moulay Idriss

-2-3 معجم شخصيات عربية وأجنبية :
-M.Goffard conseillé du commerce extérieur de la France
-le capitaine césar
القايد الفاطمي يعقوبي    le caid fatmi yacoubi
طلبة       Tolba

2-4 مجم بعض النباتات بأسماء رمزية لشخصيات وأمكنة :
Ranunculus calandrinioides Oliver-
Oliver= 
اسم مكتشف النبتة
Sedum Gatte fossé batt-
-Gattefossé
اسم مكتشف النبتة
Jah .sp. nova -
Emile Jahandiez
اسم مكتشف النبتة الخبير في علم النباتات الذي رافق الفريق العلمي
-Marocana Barr=
نبتة تحمل اسم المغرب

2-5 معجم آداب الأكل :
Souah= soup de farine
-Méchoui= mouton entier rôti au four
-Mergan= mouton aux raisins et aux olives
-Poulets rôtis farcis aux raisins
-Couscous au mouton
-Beignets trempés dans un mélange chaud de beurre et de miel

3-         رحلة داخل الرحلة: أو انتقال الرحلة من الورقي إلى الرقمي.
  في هذا الجزء من المداخلة نحن أمام الأطروحة الثانية التي تتكون كما أسلفنا من شقين: شق التسمية، أي تسمية مجال الاشتغال بالرحلة ب "أدب الرحلة". مع العلم أن الرحلة تتقاسمها عدة تخصصات مجالية ، كالتاريخ والجغرافيا والأدب والفكر والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع وغيرها من المجالات .ويعتبر منهج النقد الثقافي من المناهج التي يمكنها استيعاب النص الرحلي قراءة وتحليلا .لذا فاسم "الثقافة الرحلية" يمكن أن يكون –من بين أسماء أخرى قابلا ليكون مؤطرا لهكذا مجال.

  أما الشق الثاني فنود من خلاله أن نتساءل عن إمكانية إعادة كتابة الرحلة رقميا من خلال إنشاء روابط تستمد مقوماتها الدلالية من مكونات الرحلة ذاتها.
   فما فائدة ندوات دولية من هذا القبيل إذا لم تتبن مشاريع للتفكير في إنجاز مثل هذا العمل ، وتطبيقه على نصوص رحلية قصد التجريب والاختبار ، وإعطاء فرصة لأن تتواجد الرحلة على الشاشة الزرقاء كي يتفاعل معها المتلقي/ المستخدم للشبكة العنكبوتية . فنكون بذلك قد مكنا الرحلة /الرحلات من اختراق الزمن ، وتجاوز السكونية الورقية إلى التفاعلية الرقمية .

على سبيل التركيب :

من خلال هذه الرحلة ، من اجل البحث عن نباتات نادرة قابلة للتحويل الصناعي إلى عطور؛ نتبين أن فريق البحث في رحلته هذه، وجد نفسه أمام مصدر لنباتات مغربية مائة بالمائة ، غير موجود بالغطاء النباتي الجزائري ، ولا بجزر الكناري ولا بإسبانيا =724 نوعا نباتيا ينتمي ل 83 عائلة نباتية ، تتعطر وتتجمل من خلاله النساء والرجال عبر العالم ...شكرا إذن للمغرب على هذا الثراء والغنى ، فحيثما شممتم عطرا زكيا يفوح من رجل أو امرأة فتذكروا أن تم نبتة عطرية تحمل اسما ولها هوية مغربية .

إن البيئة والإنسان في هذه الرحلة، وجهان لعملة واحدة ، يحضر عبرهما التاريخ والثقافة والسياسة ،ومقاومة الاستعمار ،وآداب الأكل والضيافة ، والطبيعة بكافة ألوانها ومباهجها في عشرينيات القرن الماضي .

فهل سنكتفي في دراستنا للرحلة بالنبش عنها في المكتبات الورقية ودراستها بطريقة تقليدية أصبحت متجاوزة ، وغير منفتحة على عالم التكنولوجيا وآلياته الجديدة ،التي يقترحها علينا لفتح واجهة أخرى من التحليل والدراسة .. وبعث روح متجددة في رحلات بلغت من العمر عتيا.

أختم بهذا السؤال ..وأرجو أن نجد في نقاشاتنا من خلال هذه الندوة إجابات مقنعة.

المصادر الواردة في المداخلة:

-       (1) Jean Gattefossé :Voyage   d’études   :au Maroc/annales de la société botanique de lyon-1921- p3
-       (2)ibid p11
-       (3)Pierre Loti :Au Maroc/ Calmann lévy éditeur/1890/pp 49-78-79
-       (4)Le Marquis de Segonzeac : Voyage au Maroc/1899-1901/librairie Arnaud collin/Paris/p 68
-       (5) Etienne Richet :Voyage au Maroc/ed populaire/1909/Paris /p120…
-       (6) JGF :Voyage d’études au Maroc/op c/p 15
-       (7) ibid p20

ملحق: صور للرحلة -1920-
  


        Description : 50396693_p
Description : 50396764_p

ليست هناك تعليقات: